دمشق - شبكة قدس: في خطوة يمكن وصفها بأنها "استعراض احتلالي فج"، ألغى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إفادته المقررة أمام محكمة تل أبيب، متذرعًا بـ"سبب أمني طارئ"، قبل أن يتضح لاحقًا أن السبب هو جولة ميدانية مفاجئة داخل ما تسميه حكومة الاحتلال "المنطقة العازلة" في جنوب سوريا.
الجولة التي جرت اليوم الأربعاء ضمت إلى جانب نتنياهو، وزير الخارجية غدعون ساعر، ووزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس، ورئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، ما يعكس طابعًا سياسيًا وعسكريًا متعمدًا لاقتحام الأراضي السورية.
وأدانت الخارجية السورية الاقتحام ووصفته بأنه انتهاك خطير للسيادة ومحاولة لفرض واقع بالقوة، مؤكدة مطالبتها بخروج الاحتلال من كامل الأراضي السورية.
قبل يومين فقط، طلب نتنياهو من القضاة في محكمة تل أبيب المركزية إلغاء حضوره جلسة اليوم، وقدّم ملفًا أمنيًا سريًا. وبعد الاطلاع على مواد أُدخلت إلى المحكمة داخل ظرف مختوم، وافقت الهيئة القضائية على إعفائه من الحضور.
تأتي هذه التطورات بعد نحو أسبوع من الزيارة المفاجئة للرئيس السوري الجديد أحمد الشرع إلى البيت الأبيض، في أول انفتاح من نوعه منذ انهيار نظام الأسد قبل قرابة عام. وتفيد تسريبات إسرائيلية بوجود قنوات اتصال بين حكومة الاحتلال وشخصيات محسوبة على الشرع، دون تقدم فعلي نحو تفاهمات، رغم أن الهدف المعلن هو هندسة اتفاق أمني جديد يحل مكان اتفاق فك الاشتباك لعام 1974.
لكن فكرة الاتفاق نفسها تثير انقسامًا داخل المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال، خصوصًا مع محاولات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض ترتيبات جديدة على نتنياهو ضمن تصور أوسع لإعادة توزيع النفوذ في المنطقة.
أبرز المخاوف الإسرائيلية يتمحور حول احتمال التخلي عن مواقع حساسة في قمة جبل الشيخ الاستراتيجية، وقد وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس كرر خلال العام الماضي أن "إسرائيل لن تنسحب من قمة جبل الشيخ"، وهي منطقة سيطر عليها جيش الاحتلال بعد انهيار نظام الأسد.



